الجغرافيا والمناخ
تقع موريتانيا في شمال غرب أفريقيا، وتتميز بتنوع جغرافي فريد يجمع بين الصحراء والساحل
تقع موريتانيا على الساحل الأطلسي لأفريقيا، وتحدها الجزائر من الشرق والجنوب الشرقي، والسنغال من الجنوب الغربي، ومالي من الشرق والجنوب، والصحراء الغربية من الشمال. تبلغ مساحتها حوالي 1,030,700 كيلومتر مربع.
تغطي الصحراء الكبرى معظم أراضي موريتانيا، مع وجود سهول ساحلية في الغرب. تتميز البلاد بكثبان رملية شاسعة، وهضاب صخرية، وواحات خضراء متناثرة. أعلى نقطة هي كدية إجيل بارتفاع 915 متراً.
يسود المناخ الصحراوي الجاف معظم البلاد، مع درجات حرارة مرتفعة في الصيف تصل إلى 45 درجة مئوية. الأمطار نادرة وتتركز في الجنوب خلال موسم الأمطار من يوليو إلى سبتمبر. الساحل يتمتع بمناخ أكثر اعتدالاً.
نواكشوط
العاصمة وأكبر مدينة في موريتانيا، تقع على ساحل المحيط الأطلسي. تأسست عام 1957 وتعد المركز الإداري والاقتصادي للبلاد. يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة، وتشهد نمواً سريعاً ومستمراً.
نواذيبو
ثاني أكبر مدينة وأهم ميناء تجاري في البلاد. تقع في شمال غرب موريتانيا وتشتهر بصناعة الصيد البحري. تعد بوابة موريتانيا التجارية ومركزاً اقتصادياً حيوياً يربط البلاد بالأسواق العالمية.
الثقافة والتراث
تتميز موريتانيا بتراث ثقافي غني يجمع بين التقاليد العربية والأفريقية
اللغة العربية هي اللغة الرسمية في موريتانيا، وتستخدم في التعليم والإدارة والإعلام. كما تُستخدم اللغة الفرنسية في المجالات الرسمية والتجارية. بالإضافة إلى ذلك، تُتحدث عدة لغات محلية مثل البولارية والسوننكية والولوفية.
تشتهر موريتانيا بتراثها الأدبي الغني، خاصة في مجال الشعر العربي الكلاسيكي. المكتبات الصحراوية القديمة في شنقيط ووادان تحتوي على آلاف المخطوطات النادرة التي تعود لقرون مضت.
الموسيقى الموريتانية تجمع بين الإيقاعات الأفريقية والألحان العربية. آلة "التيدينيت" (نوع من العود) هي الآلة الموسيقية التقليدية الأكثر شهرة. الموسيقى الحسانية تعد جزءاً أساسياً من الهوية الثقافية الموريتانية.
الفنون التقليدية تشمل الحرف اليدوية مثل صناعة الجلود، والنسيج، والمجوهرات الفضية. الزخارف الهندسية والخط العربي يزينان المنتجات الحرفية التقليدية.
يتميز المطبخ الموريتاني بتنوعه وغناه، حيث يجمع بين التأثيرات العربية والأفريقية. الأطباق التقليدية تعتمد بشكل كبير على اللحوم (خاصة لحم الضأن والإبل)، الأرز، والكسكس.
الثريد
طبق تقليدي يتكون من خبز مفتت مع مرق اللحم والخضروات، يُقدم في المناسبات الخاصة
المشوي
لحم الضأن أو الإبل المشوي على الفحم، يُتبل بالتوابل المحلية ويُقدم مع الأرز
الشاي الموريتاني
الشاي الأخضر بالنعناع، يُعد على ثلاث مراحل ويُعتبر رمزاً للضيافة الموريتانية
التاريخ
تاريخ موريتانيا العريق يمتد لآلاف السنين، من الحضارات القديمة إلى الدولة الحديثة
كانت المنطقة التي تشكل موريتانيا اليوم مأهولة منذ العصر الحجري الحديث. النقوش الصخرية في مناطق مختلفة تشهد على وجود حضارات قديمة. في القرن الثالث قبل الميلاد، كانت المنطقة جزءاً من طرق التجارة عبر الصحراء التي ربطت شمال أفريقيا بغرب أفريقيا.
دخل الإسلام إلى موريتانيا في القرن السابع الميلادي مع الفتوحات الإسلامية. أصبحت المنطقة مركزاً مهماً للعلم والثقافة الإسلامية. مدن مثل شنقيط ووادان وتيشيت وولاتة أصبحت مراكز علمية مشهورة، وكانت محطات رئيسية على طرق التجارة والحج.
في أواخر القرن التاسع عشر، بدأ الاستعمار الفرنسي للمنطقة. أصبحت موريتانيا مستعمرة فرنسية رسمياً عام 1904، وأُدمجت في إفريقيا الغربية الفرنسية. خلال هذه الفترة، تم تطوير البنية التحتية الأساسية، لكن السكان المحليون قاوموا الاستعمار بشكل مستمر.
نالت موريتانيا استقلالها عن فرنسا في 28 نوفمبر 1960، وأصبح المختار ولد داداه أول رئيس للجمهورية. منذ الاستقلال، شهدت البلاد تحولات سياسية واقتصادية كبيرة. اليوم، موريتانيا دولة ديمقراطية تسعى للتنمية المستدامة وتعزيز دورها الإقليمي والدولي.
السياحة والمعالم
موريتانيا وجهة سياحية فريدة تقدم تجارب استثنائية للباحثين عن المغامرة والتراث

مدينة تاريخية مدرجة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو. تأسست في القرن الثالث عشر وكانت مركزاً علمياً وتجارياً مهماً. تشتهر بمكتباتها القديمة التي تحتوي على آلاف المخطوطات النادرة، ومعمارها الصحراوي التقليدي المميز.

محمية طبيعية على الساحل الأطلسي، مدرجة ضمن مواقع التراث العالمي. تعد موطناً لملايين الطيور المهاجرة وتضم تنوعاً بيولوجياً بحرياً غنياً. تشتهر بشواطئها البكر وجزرها الرملية، وتعتبر من أهم المحميات الطبيعية في أفريقيا.

منطقة جبلية صحراوية خلابة تتميز بتضاريسها الفريدة وواحاتها الخضراء. تضم مدناً تاريخية مثل وادان وشنقيط. المنطقة مثالية لرحلات السفاري الصحراوية ومشاهدة النجوم، وتوفر تجربة أصيلة للحياة الصحراوية التقليدية.

تكوين جيولوجي دائري مذهل يبلغ قطره حوالي 50 كيلومتراً، يُرى بوضوح من الفضاء. يُعتقد أنه نتج عن عملية تآكل طبيعية على مدى ملايين السنين. يجذب الجيولوجيين والسياح من جميع أنحاء العالم لمشاهدة هذه الظاهرة الطبيعية الفريدة.

العاصمة الحديثة تقدم مزيجاً من التقاليد والحداثة. تضم المتحف الوطني، السوق الكبير، وميناء الصيد النابض بالحياة. الكورنيش البحري يوفر إطلالات رائعة على المحيط الأطلسي، والمدينة تشهد تطوراً عمرانياً مستمراً.

واحة خضراء ساحرة وسط الصحراء، تتميز بنخيلها الكثيف ومياهها العذبة. تقع في منطقة آدرار وتوفر ملاذاً منعشاً من حرارة الصحراء. المكان مثالي للاسترخاء والسباحة في البرك الطبيعية، ويعد من أجمل الواحات في موريتانيا.
أفضل وقت للزيارة
الفترة من نوفمبر إلى مارس هي الأفضل لزيارة موريتانيا، حيث تكون درجات الحرارة معتدلة نسبياً. تجنب الزيارة في أشهر الصيف (يونيو-أغسطس) حيث تكون الحرارة شديدة جداً.
التأشيرات والدخول
معظم الزوار يحتاجون إلى تأشيرة لدخول موريتانيا. يمكن الحصول عليها من السفارات الموريتانية أو عند الوصول في بعض الحالات. يُنصح بالتحقق من متطلبات التأشيرة قبل السفر.
الاقتصاد والتنمية
اقتصاد موريتانيا يعتمد على الموارد الطبيعية والثروة السمكية والزراعة
التعدين
موريتانيا غنية بالموارد المعدنية، خاصة خام الحديد الذي يشكل جزءاً كبيراً من الصادرات. كما تمتلك احتياطيات من الذهب والنحاس والجبس. قطاع التعدين يساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي.
الثروة السمكية
المياه الإقليمية الموريتانية من أغنى مناطق الصيد في العالم. صناعة الصيد البحري توفر فرص عمل لآلاف الموريتانيين وتساهم بشكل كبير في الصادرات والأمن الغذائي.
الزراعة
تتركز الزراعة في وادي نهر السنغال جنوب البلاد، حيث تُزرع محاصيل مثل الأرز والذرة والخضروات. الزراعة المروية تشهد تطوراً مستمراً لتحقيق الأمن الغذائي.
الثروة الحيوانية
تربية الماشية (الإبل والأغنام والماعز) تشكل جزءاً مهماً من الاقتصاد التقليدي. الرعي الرحال لا يزال نمط حياة للعديد من الموريتانيين، ويساهم في الاقتصاد المحلي.
تسعى موريتانيا إلى تنويع اقتصادها وتقليل الاعتماد على قطاع واحد. الحكومة تعمل على تطوير البنية التحتية، وتحسين التعليم والصحة، وجذب الاستثمارات الأجنبية. اكتشاف احتياطيات الغاز الطبيعي يفتح آفاقاً جديدة للتنمية الاقتصادية.
الطاقة المتجددة
استثمارات في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتوفير الكهرباء وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري
التكنولوجيا الرقمية
تطوير البنية التحتية للاتصالات وتعزيز الخدمات الرقمية لدعم الاقتصاد الحديث
السياحة المستدامة
تطوير القطاع السياحي بطريقة تحافظ على البيئة والتراث الثقافي وتوفر فرص عمل